علماء ولكن
المؤلف: محمد نور الدين شحادة
- يحتل العلماء مركز الصدارة في المجتمع ، ودليل الرشد والنقاء ، والقدوة الصالحة للحاكم والمحكوم ، هم ورثة الأنبياء لتبليغ رسالة الله الى العالمين ، كل صغيرة وكبيرة ، لا يخافون في الله لومة لائم ، يسعى إليهم الحكام كما يسعى إليهم المجتمع بمختلف شرائحه ، فعندهم خبر السماء الذي نزل على قلب سيد الخلق والمرسلين .
- ولم ينحصر العلم بالأمور العقائدية وحسب ، وإنما إمتد الى كافة الأنظمة الحياتية التي يحتاجها البشر في حياتهم العامة والخاصة ، فكانت ملايين الكتب والدراسات التي غطت عالم الأمس . وقد إستأثر بها علماء الغرب بحثاً ودراسة وتحليلاً ، حتى كانت المصدر الرئيس لثوراتهم الصناعية ! وانطلاقاً لمحاولاتهم في إختراق المجتمعات !
- ومن هنا ،كان العلماء في مقدمة إهتمامات الأجهزة ، فكانت مخططات الكيد والمكر الموجهة الى العقل الإيماني، لتحويل العلم الى جهالات ، والقوة ضعفاً ، والإيمان شركاً ، والحياة هوى وعوجا ، وأسند الأمر الى الأجهزة ودوائرها المتخصصة ، من دوائر التبشير ، وعملاء الكلمة ، والإعلام المرئي والمسموع ، وامتد الحال الى مؤسساتنا الدينية كجامعة الأزهر بشكل خاص ، والجامعات الأخرى والمعاهد والكليات ومواقع الدراسات والفتوى والمنظمات الإسلامية التابعة .
- بادرت الأجهزة الى محاولات فصل الدين عن الحياة ، بشكل مباشر وغير مباشر ، عندما مارست فرية اللباس الموحد للعلماء ، والذي تبنته جامعة الأزهر منذ إنقلاب أتاتورك في تركيا وحتى اللحظة ، وأصبحت المناهج التعليمية تعتمد تشويه النقل دون التفكير ، والتفريق بين الدين والسياسة ، وظهور الطوائف والمذاهب، وترديد مواطن التخريب المعتمدة ، والتي أصبحت مع كثرة ترديدها ثوابت يعتد بها ، وانتشار الأحزاب والتنظيمات والجمعيات والتجمعات الإستخبارية تحت عناوين إسلامية مفتعلة ، وتشعب المفاهيم والتوجهات والشعارات ، كنبذ الإرهاب والتطرف والتشدد ، والدعوة الى الإسلام الوسطي أو المعتدل أو الإسلام الديمقراطي أو العلماني أو المدني أو الحبشي أو المتصوفة أو الذي يحمل أسماء عملائهم من علماء السلاطين، وهكذا ضاع الإسلام بين أهله ، وأصبح كل حزب بما لديهم فرحون .
- وقد يستغرب البعض كيف يتحول العالم الجليل الى عميل حقير ، والأمر في غاية البساطة ، وتبدأ الرحلة منذ الإنتساب الى الجامعة ، وما يلازم الطالب من مستقبل يجد فيه العلم والموقع والجاه والإعجاب ، حتى اذا ما ارتدى الزي الموحد وأرخى رداءه ولحيته ، وأصبح يتحدث الى العامة في الشارع والمسجد والتلفاز والإذاعة والصحافة وقد احتل موقعاً يؤهله لتحقيق تلك الشهوات ، فأنه يصبح أكثر إلتصاقاً بموقعه ساعياً لنيل ثقة المسؤول .. ومع التقدم بالموقع ، فانه لا يتردد من تبرير سقطات المسؤول فقهياً شيئاً فشيئا حتى يملك ملكة التحريف وسوء التأويل ، وعندما يصل الى هذه المرحلة ، يصبح مؤهلاً لقبول فكرة التعاون مع الأجهزة التي لا تظهر على حقيقتها ، وتتطور العلاقة مادياً ، بحيث يتورط في إرتكاب المعصية .. مع توفر المقدرة على تبريرها . ولم يبق إلا تنفيذ خطة التجنيد المعدة والتوقيع على وثيقة خروجه من الدين .. كما هو واقع اليوم في معظم علماء الأزهر ، والداعية عمرو خالد وإمام المسجد الحرام ، وهيئة كبار علماء السعودية .. وكبار المسؤولين في الدول التابعة كالهباش في سلطة الحكم في فلسطين ، والطيب رئيس الأزهر ، والحبر الصهيوني علي جمعه .
- ولعل تنظيم ولاية الفقيه في ايران وغيرها ، يضم أحقر العلماء الذين جندوا أنفسهم لمحاربة الفكر والتاريخ والعقيدة الإسلامية ، مع الإصرار على الحنث العظيم .
Top