الخروج من التاريخ
المؤلف: محمد نور الدين شحادة
- بعد سقوط دولة الخلافة في تركيا خرجنا من التاريخ ، بعد أن تحولت الولايات الإسلامية الى مزارع أوروبية، تحمل أسماءً عربية ، يديرها نواطير من بني جلدتنا ، وتستمر المهزلة أكثر من قرن من الزمان ، تضاعفت أعداد المزارع الى ثلاثة أضعاف ، حاصروها بجدران جامعة الدول العربية ، ذات القلب البريطاني !
- وبعد أن ورثت الولايات المتحدة الأمريكية المجد البريطاني ، قامت بإعادة تشكيل تلك المزارع وحرّاسها ، حيث أعلن عملاء الصف الأول استسلامهم غير المشروط ، وإلتزامهم بتأديب شعوبهم وسوقهم نحو الحداثة والمدنية .
- ورغم حكاية الثور الأبيض والثور الأسود ، فما زال الثيران في عالمنا الكبير يتصارعون ويتنافسون في تقديم القرابين للوحش الكاسر ، ويفتحون غرف نومهم للوافد الغريب ، من أجل تنشيط السياحة .
- وإذا كانت طريقة التفكير هي العنصر الأهم في بناء الدول ، فقد تخلى المجتمع العربي عن حبله المتين الذي جمع الأمة على المجد والقوة والكرامة والعلم والمعرفة ، واختار الجلوس على رصيف الفراغ يردد كالببغاوات ما يردده سفهاء اليهود في بروتوكولاتهم .
- وفي نفس الوقت ورغم أنه مؤهل لبناء قوته المالية والإقتصادية والمعرفية والفكرية ، غير أنه لم يحقق أي خطوة على طريق النهضة ، بعد أن أصبح يعيش شهواته ونزواته وحسب ! وتم سوقه الى مستنقعات الجهل والفقر والحاجة والديون .. ورغم امتلاكه للأرض والطاقة والعقل المتميز والإنسان ، غير إن عالمنا هذا لم يقدم للبشرية أي إنجاز يعتد به ، بل أصبح يأكل ويشرب ويتمتع ويلبس ويتسلح من إنتاج الآخرين وخبراتهم ، ويتفاخر بأن عجلات سيارته من الذهب الخالص !
Top