توازن الرعب
المؤلف: محمد نور الدين شحادة
- " من أشد منا قوة " هو العنوان العريض الجاثم فوق صدر عالم اليوم ، يتمدد في أكثر من 130 دولة ، وقد تحولت الى مراكز أمنية أمريكية ، مكتوب على جبينها " مطلوب حياً أو ميتاً " ، بعد أن غدا السجان يملك قلباً من فولاذ ، وشرايين من أسلاك التفجير ، وأصبح الإنسان لا يساوي أكثر من ثمن طلقة عمياء !
- " العمالة " سيدة الموقف ، والخداع هو الموقف ، الكذب أوسمة شرف يحملها فرسان الجريمة المستمرة ، والدولار المنهار يمثل القيمة الوحيدة عندهم ، والعدوان استراتيجيتهم الثابته ، والقوة هي الحكم !
- وحش العصر لا يقرأ التاريخ ، ولا يعرف حقيقة الكون والإنسان والحياة ، بل لا يريد أن يعرف غير أنه يملك مفاتيح تدمير هذا الكون وما فيه ، ولا يريد أن يستوعب أن الله الذي أوجده أشد منهم قوة ، وأن الأمر، كل الأمر بيده وحده .
- غير أن هذا الوحش أصبح مؤهلاً للسقوط ، وفق سنن الله الثابتة في الإستخلاف والإهلاك ، فهذا رأسه يترنح في فلسطين ، وقدماه تتعثر في جبال أفغانستان ، وهامته تحكي تورطه الدامي في وحل سوريا والعراق واليمن ، وتنتهي سمعته وحضارته المفتعلة في مصر وفلسطين ، فيفقد بوصلة الطريق في رحلة التيه الحديثة ، فما عادت القوة هي الدليل ، وما عاد الكومبيوتر يحسن التقدير !
- انقلبت النظريات ، وتاهت الدراسات ، وعميت الأبصار ، فقد أصبح بالإمكان اعلان الحرب بدون جيوش جراره ، وأصبحت القوة المجنونه هدفاً يمكن إختراقها ، وغداً سوف يعلن الوحش حربه المدمره على أشباح تستطيع أن تجد مكانها في سريره .
- فقد استطاع 19 شهيداً تدمير رمز الولايات المتحدة الإقتصادي ، ورمزها الأمني في دقائق معدودة ، كما استطاعت حركة المقاومة الإسلامية في قطاع غزة هزيمة التحالف الصليبي الصهيوني العربي بعد صمود اسطوري امتد 51 يوما ً ، حيث ركعت القوة المجنونه تستجدي وقف اطلاق النار ، في سابقة غير مشهودة، بين يدي تنظيم محاصر محدود في العدد والعدة .
- إنها سنّة الله الثابتة في حتمية انتصار الحق على الظلم ، وفتح جديد في مواجهة العنجهية الأمريكية بعقل إيماني إستخباري !
- ولعل تحدي كوريا الشمالية للقوة الأمريكية ، ورضوخ الأدارة وتراجعها لنبرة القوة التي ملأت بها الفضاء ... خطوة على الطريق إنها فلسفة توازن الرعب .
Top