الدين هو السياسة
المؤلف: محمد نور الدين شحادة
- تعلمنا أن الدين مظاهر كهنوتية ، يتابع تطبيقاته أصحاب الزي الموحد ، من خريجي الأزهر الفقهيين ، ولا يخرج عن دائرة الصلاة والصوم والزكاة والحج والشهادتين ، بشكل سطحي يبعث على الضجر .
- وتعلمنا أن السياسة لا علاقة لها بالدين ، وعندما تتدخل السياسة بالدين تقود صاحبها الى محاكم التفتيش العسكرية ، وعرفنا أنها محصورة بأصحاب الياقات البيضاء المنشاه ومن عائلات رفيعة محدودة ، تتقن الثرثرة بغير لغتهم العربية ، وتعرف أهم طرق الإنحناء ، والإعتراف بفضل حضارتهم القذرة !
- وبتنا نردد أن السياسة هي فن الممكن ، وأن الممكن هو ما يفرضه الأعداء ، وإنها تمتهن الكذب المشروع والخداع والسفاهة ، تتقن الفهلوة والقفز على الحواجز وتقليد اليغاوات والأرجوزات .
- يعيشون مظاهر حضارتهم ، ويمارسون ألوانها الفكرية والإجتماعية ، ويتجاوزون كل ما يمت الى الدين وثوابته، يقلدون طريقة حياتهم وتفكيرهم ، ليحافظوا على مواقعهم !
- يجهلون أن الإسلام فكرة وطريقة ، ومنهج كامل يغطي كافة الأنظمة الحياتية ابتداءً من نظام الحكم مروراً بأنظمة الفكر والإجتماع والمال والإقتصاد والتعليم والصحة العامة والبيئة والأدارة والقضاء وانتهاءً بأنظمة القوات المسلحة وأجهزة الأمن العام والمخابرات ، ذلك أن الأسلام نزل تبياناً لكل شيء ... ومع الأسف فأن دولنا العربية والإسلامية قد تجاوزت بيان واستيعاب الأنظمة الحياتية التي نحتاج ، إلّا بشكل سطحي ومبتور !
- كما تفتقر دولنا الى امتلاك العقل الإيماني الإستخباري كدليل لتحقيق الأهداف الأستراتيجية والتكتيكية ، وأمنها العام ، ومن هنا تم إختراق العلماء والمعاهد والتنظيمات الإسلامية ، وشاعت عمليات التخريب الفكري والتخريب المادي في شتى الحقبات ، وألبسوا الإسلام أزياء العلمانية والديمقراطية والفوضوية والتطرف والإرهاب ..
- ويجهلون أن السياسة هي رعاية شؤون الأمة في مجالاتها العامة والخاصة ، ويجهلون أن الرعاية تتطلب معرفة الثوابت والعلوم والمعلومات والخبرة والمعرفة المتخصصة ، فعندما نقول السياسة الإجتماعية مثلا فإنها هي الأجراءات المتخذة ، وفق خطط معدة ، لبناء المتجمع إبتداءً من حماية الأسرة وتوعيتها ، ودور الرجل والمرأة والأطفال والعلاقة بينهم ، من منطلقات مفاهيمنا الأيمانية ، ومراقبة تنفيذ تلك المفاهيم ، وحماية المجتمع من فيروسات الحضارة الغربية ومواجهتها ، مع توفر البدائل الأخلاقية ، ومراقبة سياسات التعليم والصحة والثقافة التي تستهدف طريقة التفكير وعمليات التخريب الممنهجة .. وهكذا بالنسبة لكافة قطاعات الأنظمة الحياتية ومعالجتها .
- ولأن الدين نزل تاماً كاملاً واضحاً ، يعالج كافة المشاكل المتوقعة ، ما دام يحمل معه الهداية والرحمة والتفاؤل، فأنه هو السياسة الواجب حملها ، وتحكيم المجتمع بروافدها
Top