محطات إستخبارية
المؤلف: محمد نور الدين شحادة
- لأن الأجهزة الأستخبارية هي من يحكم عالم اليوم ، وهو صاحب القرار الحقيقي ، ولأنه يمثل علم العلوم ، فإنه يتداخل في الحياة العامة والخاصة ، في كل أبعادها ، ويقود الى طريقة التقدم والنجاح أو الفشل ، وكل زاده هذا العقل الذي وهبه الله الى الإنسان ، ليقوم بمهام البحث والقرار . ومن هنا فأن العلم الإستخباري هو العقل الواعي ، وقد أطلقوا عليه ( Intelligence ) !
- منح الله هذا العقل بالمعلومات عن مسميات الأشياء كلها ، وزود الإنسان بأدوات المعرفة ، وكلفه بأعمال العقل في البحث والتدبر ، وحتى لا تختلط عليه الأوراق ، أنزل كتابه الجامع وفيه تبيان كل شيء ، يغطي كل ما يحتاج الإنسان من أنظمة واحتياجات ومعلومات ، ومساعدته في استخلاص النتائج لو لجأ العبد إليه ! بل وقد وعده قبل أكثر من 1400 عام ، بتمكينه من معرفة أنظمة الفضاء والإتصالات ومكونات النفس البشرية ، أسرار التكوين ومعالجة ما يصيبها من خلل .
- ومن هنا ، استطاع هذا العقل استثمار المعلومات المنزلة اليه من السماء ، أن يبني له طريقة تفكير خاصة من منطلقاتها ، وفي نفس الوقت اختار طريقة اخرى من وضع البشر وجدوا فيها أنفسهم .. فكانت طريقة التفكير الإيمانية وطريقة التفكير المادية .. وكان الصراع سمة العلاقة بين الطريقتين !
التزم المسلمون بالطريقة الأولى فكان ذلك الفتح المبين ، كانت القوة والمنعة والعدل والكرامة والإحسان لجميع البشر ، وكانت ملايين الكتب التي وضعت البشرية على طريق العلم والمعرفة ، وقد وضعت أسس النهضة الصناعية الحديثة ..
- وبعد أن تخلى المسلمون عن طريقة التفكير هذه ، واخلدوا الى الأرض يأكلون ويشربون ويستمتعون ، فإذا هم الى سوء العاقبة يسيرون وقد خرجوا من التاريخ .
- وما كان ذلك ليكون لولا العقل الإستخباري الإستكباري الذي إخترق المجتمعات العربية والإسلامية ، وساقهم الى مواقع التخريب الفكري والتخريب المادي .
- ويطالع القارئ الكريم صورة واضحة عن عملياتهم في العالم ، وفي عالمنا العربي ، والعالم الإسلامي ، وطبيعة التحالف الإستكباري ، والأدوات والوسائل التنفيذية ، وصناعة العملاء والدول ومواقعهم الحقيقية .
- وتخرج الأجهزة عن ثوابتها في السرية ، بعد أن طلبت من عملائها رفع رايات العمالة جهاراً ، وقدمت نماذج منهم كالسيسي وعباس والأسد والمالكي وأئمة نظام ولاية الفقيه ، وفرسان الطائفية في لبنان وغير لبنان وخادم الحرمين الذي تحول الى خادم للجهازين : الوكالة ألامريكية والموساد .
- وهكذا خلعنا ورقة التوت ، بانتظار إسدال الستارة عن المشهد العربي والإسلامي .. غير ان إسدال تلك الستارة سيكون في عقر دارهم هم ، أصحاب المكر السيء ، وكما وعد مالك الملك .
Top