الديمقراطية بين الواقع والحقيقة
المؤلف: محمد نور الدين شحادة
- بعد أن خلق الله هذا الإنسان في أحسن تقويم ، وسخّر له ما في السموات والأرض من آيات ونعم لا تُعد ولا تُحصى ، أنزل كتاباً خاتماً لجميع رسالات الأنبياء والمرسلين ، تاماً ، كاملاً ، محفوظاً من الضلالات والتحريف وسوء التأويل ، شاملاً لكل ما يحتاجه الإنسان من مفاهيم حول الكون والإنسان والحياة ، ومفصلاً لكافة الأنظمة الحياتية ، وليس من حق الإنسان ، أي إنسان ، أن يزيد عليه أو ينقص منه شيئاً ، ما دام يملك عقلاً مؤمناً راجحاً مستنيراً .
- وقد تعرّض هذا المنهج الى هجمة شرسة من أعداء الحياة ، تحت مختلف عناوين عمليات التخريب الفكري وعمليات التخريب المادي ، والتي تمثل أهم ركيزة في بنية الأجهزة الإستخبارية الإستكبارية ، في محاولة لطمس النهج الربّاني ، واستبداله بمنهج وضعي من قبل العقل البشري المحدود والناقص ، تخالف الفطرة البشرية والعقل السليم ، حيث احتلت الديمقراطية وأخواتها تلك الأنظمة الوضيعة !
- لا تمثل الديمقراطية فكراً محدداً ، فجعلت فكرها معوماً ، بدون ثوابت أو أخلاق ، ولكنها أوجدت شعارات مخادعة تأخذ بالألباب كالحرية ، والمساواة ، والإخاء ، والعدالة ، وحقوق الإنسان ، وحكم الشعب للشعب.
- واكتشف العالم ان الحرية عندهم هي حريتهم في استعباد البشر ، حريتهم في مزاولة الظلم والعدوان على الآخر، حريتهم في السيطرة على الشعوب وقهرهم وابتزازهم ، تجهيلهم ، وإشاعة الأمراض فيهم ، ومنع محاولات البناء والتغيير وامتلاك القرار .
- فماذا حققت الديمقراطية في وطننا الكبير غير الدمار الشامل ، والعدوان السافر ، والحصار والمقابر الجماعية، والكذب والخداع ، والإستخفاف بالحقوق ، ماذا حققت غير تجنيد الحكام والقادة والزعماء والخبراء وذوي الإختصاص ، وبقية شرائح المجتمع .
- وبكل وقاحة وقلة أدب ، يطلبون من قادة الدول التابعة ، وكلهم تابعون ، المباشرة بشطب ثوابت هذا الدين والبحث عن دين جديد يتحدث بلسان صهيوني مبين ! وينشط أزهر العسكر ، وهيئة كبار علماء السعودية، وأصحاب الفتاوى مدفوعة الأجر ، والمنظمات الإسلامية العالمية الممولة من قبلهم بتنفيذ التعليمات كالببغاوات!
- ويشير الكتاب الى إشكالية الديمقراطية بين النظام المادي والنظام الإسلامي ، ليخلص البحث ، من منطلقات الكتاب والسُنّة ، الى أن الديمقراطية نظام كفر بامتياز ، لا يجوز التعامل معها بغير معاملة اليهود والنصارى وعملائهم ، رغم محاولاتهم ربط الشورى بالديمقراطية ، فالشورى من مظاهر الحكم في الإسلام بينما الديمقراطية من مظاهر حكم الرأسمالية الكافرة !
Top