الجماعة والعسكر في العقل الإستخباري
المؤلف: محمد نور الدين شحادة
- إنه يعبّر عن موضوع الساعة في إختراق الأجهزة للمجتمع ، ابتداءً من القوات المسلحة ، وتجنيد القادة في كافة الميادين ، وعوامل السيطرة على الشعوب والعملاء ، وسوق الوطن الى مواقع الفشل ، ومواقع الجهل على مستوى العلماء والخبراء والمختصين ، وإشاعة الفتن والجرائم والإبتزاز ..
- فقد تم خلال القرن الماضي ، بناء القوات المسلحة في الوطن العربي ، من قبل الأجهزة التي سيطرت على إدارة الولايات التي مزقتها من جسد دولة الخلافة في تركيا ، وأطلقت عليها أسماء دول مستقلة كذباً وزوراً، وهي لا تخرج عن كونها مزارع وكلاب صيد مدربة ، وهكذا أصبح العسكر في قبضة الأجهزة ينفذون سياساتها بكل إحتراف وجهالة ..
- واحتلت مصر مركز الصدارة لدى الأجهزة منذ عبد الناصر مروراً بالسادات ومبارك وإنتهاءً بالسيسي ، عندما أصبحت حياة العسكر مرتبطة بولائهم للأجهزة ، حيث السيطرة التامة بأساليب إستخبارية معروفة، تعشعش فيها كل أنواع الفساد ..
- وعندما قرر الشعب تجاوز عملاء الأجهزة وأسقط مبارك وانتخب د. مرسي ، وجلست جماعة الإخوان المسلمين على كرسي الحكم ولمدة عام واحد ، لم تتوقف الأجهزة عن وضع مخططات الإطاحة بالنظام الجديد، وإعادة العسكر مجدداً الى الساحة ..
- استخدمت الأجهزة أحد عملائها القدامى – السيسي – للقيام بمشهد التطهير ، من خلال المواجهة العسكرية الوحشية الدموية بحق الشعب المصري والجماعة في المقدمة ، وحشدت لذلك أجهزة الأمن الخاصة وقيادات من جيش العدو الصهيوني .. وما زال العسكر يطلقون النار في كل الإتجاهات ..
- وحتى لا تتكرر المحاولة عمدت الأجهزة الى تدمير الواقع والمستقبل المصري ، فما عاد الوطن هو الوطن ، وما عاد النيل هو النيل ، واختفت مصادر الطاقة ، ومصادر الدخل وتبخرت مئات المليارات ، وتحولت قيادات الجيش الى شركات مقاولات ، وبات المجتمع يعيش حالة الإحباط ، يسير نحو الهاوية والإفلاس ..
- والأهم هو تحول مؤسسة الأزهر الى بوق صهيوني منحط يعتدي على الثوابت الإسلامية في محاولة لإنزال إسلام جديد يتوافق مع الحداثة ... وفق تعليمات الأدارة الأمريكية .
- ولعلّ أخطاء جماعة الإخوان المسلمين في الحكم ساهمت في سقوطها المدوي ، بسبب عدم توفر العقلية الإيمانية الإستخبارية لديهم ، وفقدان بوصلة الحكم الرشيد بالنتيجة ، فكان التردد وعدم تحديد الأهداف ، والخوف من القوة الأمريكية والصهيونية ، والإعتراف بالعدو الصهيوني والتطبيع معه ومع المنظمات والمؤسسات الدولية ، وعدم توفر سياسة الحزم والحسم مع أعداء الداخل ، وعدم محاولة السيطرة على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ، بعكس ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية ، فقد استخدمت عقلها الإستخباري وفاجأت الأعداء بمخططات فاعلة واعية ، انتصرت لله ... فانتصر الله لها .
Top